شباب:
بان الشبابُ ونعم الصاحب الغادي وكـان ما شئت من أُنس وإِسعادِ
وكان واللهو مقـرونين في قـَـرَنٍ فانـْبـَتَّ حـَبـْلُهـُمَا منـّـي لميــعادِ
وقد تخايلت في سـِرْبالِه عـُصـُرا أعــود فيـه مـن اللـذَّات أعيـادي
إذ للشبـاب حبــالاتٌ أصيــد بهــا وغـِـرَّةٌ تـدَّري وحشــي لمصطادِ
يصبو ولا يصبى:
ومَاليَ لاَ أُعـْطي الشـَّـبَابَ نَصـِيبَه وغُصـْنَاهُ يهْتـَزَّانِ في عودِهِ الرَّطْبِ
رَأَيـْتُ اللـَّيالي ينـْتـَهـِبْنَ شـَبـيـبَتـي فأَسْرَعْتُ باللـَّذَاتِ في ذلكِ النـَّهـْـبِ
فـإِنَّ بـَنَاتِ الدَّهرِ يـَخـْلـِسـْنَ لـَـذَّتي فَقَدْ حُزْنَ سِلْمي وانتَهَيْنَ إلى حَرْبِي
وَقـَدَ حَوَّلَتْ حـَالي اللَّيَالي وأسْرجَتَ على الرَّاسِ أَمثَالَ الفَتِيل من العُطبِ
الدنيا:
أيــا ربَّ وجهٍ، في التـُّرابِ، عتيق! ويا ربَّ حسنٍ، في التـّرابِ، رقيقِ!
ويا ربَّ حزمٍ، في التـُّرابِ، ونجـدةٍ! ويـا ربَّ رأيٍ، فـي التـّرابِ، وثيقِ!
أرى كلَّ حيٍّ هالكـًا وابنَ هالـِــكٍ، وذا نسـبٍ، فـي الهالكين، عريــق.
فقـُل لقــريبِ الــدار: إِنـّـكَ ظاعـنٌ إلــى منـزلٍ نائــي المحـلِّ سحيـقِ
الارض:
إنْ سئـِـمتَ الحـَيــاةَ فارْجـِـعْ إلـى الأرضِ تنـَمْ آمـِنـًا مـِـن الأوْصـابِ
تـِلـكَ أُمٌّ أحـْنـــى عـَليـــكَ مــــن الأُمِّ التــي خلـَّفـْـتـــك للأتـْعـــــابِ
لا تـَخــفْ فالمـَمـاتُ ليـْس بمــاحٍ منـكَ إلاّ مــا تشـْتكي مـن عـَـذابِ
وحيــاةُ المـــرْءِ اغتــرابٌ فـــإنْ مـَاتَ فـَقد عـَـاد سـَالـِمـًا للتـُّــراب